سورة العنكبوت - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


قوله تعالى: {وعاداً وثمود} قال الزجاج: المعنى: وأهلكنا عاداً وثموداً، لأن قبل هذا {فأخذتْهم الرجفة}.
قوله تعالى: {وقد تَبَيَّن لكم مِنْ مساكنهم} أي: ظهر لكم يا أهل مكة من منازلهم بالحجاز واليمن آية في هلاكهم، {وكانوا مستبصِرِين} قال الفراء: أي: ذوي بصائر. وقال الزجاج: أتوا ما أتوه وقد تبين لهم أن عاقبته عذابهم. وقال غيره: كانوا عند أنفسهم مستبصِرِين، يظنون أنهم على حق.
قوله تعالى: {وما كانوا سابِقِين} أي: ما كانوا يفوتون الله أن يفعل بهم ما يريد.
قوله تعالى: {فكلاًّ أخذْنا بذنْبه} أي: عاقبْنا بتكذيبه {فمنهم من أرسَلْنا عليه حاصباً} يعني قوم لوط {ومنهم من أخذتْه الصَّيحة} يعني ثموداً وقوم شعيب {ومنهم مَنْ خَسَفْنا به الأرض} يعني قارون وأصحابه {ومنهم من أغرقْنا} يعني قوم نوح وفرعون {وما كان الله لِيَظْلِمهم} فيعذِّبهم على غير ذَنْب {ولكنْ كانوا أنفسَهم يَظْلِمون} بالإِقامة على المعاصي.


قوله تعالى: {مَثَلُ الذين اتَّخذوا من دون الله أولياءَ} يعني الأصنام يتخذها المشركون أولياء يرجون نفعها ونصرها، فمَثَلهم في ضعف احتيالهم {كَمَثَل العنكبوت اتَّخذتْ بيتاً} قال ثعلب: والعنكبوت أنثى، وقد يذكِّرها بعض العرب، قال الشاعر:
على هَطَّالِهم منهم بُيوتٌ *** كأنَّ العَنْكَبُوتَ هو ابْتَناها
قوله تعالى: {إِنَّ الله يَعْلَمُ ما يَدْعُون مِنْ دونه مِنْ شَيء} أي: هو عالِم بما عبدوه من دونه، لا يخفى عليه ذلك؛ والمعنى: أنه يجازيهم على كفرهم. {وتلك الأمثال} يعني أمثال القرآن التي شبّه بها أحوال الكفار؛ وقيل: إِن {تلك} بمعنى هذه {والعالِمون}: الذين يعقلون عن الله عز وجل.


{خَلَقَ اللّهُ السموات والأرض بالحقّ} أي: للحق، ولإِظهار الحق.
قوله تعالى: {إِنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمُنْكَر} في المراد بالصلاة قولان:
أحدهما: أنها الصلاة المعروفة، قاله الأكثرون. وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ لم تَنْهَهُ صلاتُه عن الحشاء والمُنْكَر، لم يزد من الله إلا بُعداً». والثاني: أنّ المراد بالصلاة: القرآن، قاله ابن عمر؛ ويدل على هذا قوله: {ولا تَجْهَر بِصَلاتك} [الاسراء: 110]. وقد شرحنا معنى الفحشاء والمنكر فيما سبق [البقرة: 168، النحل: 90].
وفي معنى هذه الآية للعلماء ثلاثة أقوال.
أحدها: أن الإِنسان إِذا أدَّى الصلاة كما ينبغي وتدبَّر ما يتلو فيها، نهته عن الفحشاء والمنكر، هذا مقتضاها وموجبها.
والثاني: أنها تنهاه ما دام فيها.
والثالث: أن المعنى: ينبغي أن تنهى الصلاةُ عن الفحشاء والمنكر.
قوله تعالى: {وَلذِكْرُ الله أكبر} فيه أربعة أقوال.
أحدها: ولَذِكْرُ الله إِيَّاكم أكبرُ من ذِكْركم إِيَّاه، رواه ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد في آخرين.
والثاني: ولَذِكْرُ الله أفضلُ من كل شيء سواه، وهذا مذهب أبي الدرداء، وسلمان، وقتادة.
والثالث: ولَذِكْرُ الله في الصلاة أكبرُ ممََّا نهاك عنه من الفحشاء والمُنكَر، قاله عبد الله بن عون.
والرابع: ولَذِكْرُ الله العبدَ- ما كان في صلاته- أكبرُ من ذِكْر العبدِ لله، قاله ابن قتيبة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8